ماذا فعل غزواني كي نعيد انتخابه ؟ / محمد أفو

قبل الإجابة على هذا السؤال السياسي علينا أن نكيف إجابة على سؤال تنموي  ، هو : ماذا يعني الاستثمار في تعزيز قدرة الفقراء على اللحاق بحقوقهم؟

بكل تأكيد سنختلف حول الإجابة على هذا السؤال .

لكن اختلافنا لن يكون باعتبارات فنية ومنطقية وإنما سنختلف باعتبارات أخرى تتعلق بنا كمستفيدين أو محرومين من منافع الدولة إبان حكم الرجل .

أو حسب اختلافنا في تعريف النجاعة الاقتصادية  .

فهناك من يعتقد أن التشييد هو المظهر التنموي الأهم سياسيا ، وبالطبع للرئيس غزواني معتقد أو تعريف آخر ( حسب خطابه وسياساته ) ، فالبنية التحتية حسب هذا التوجه هي مجال واسع وشامل ولكل  جزء منها دوره التكاملي مع الأجزاء الأخرى ، بما في ذلك التشييد  .

للرئيس غزواني رؤية تعتمد على الاستثمار في معادلة التكافؤ الاجتماعي .

وهي ليست معادلة ناجعة اجتماعيا فحسب وإنما تنمويا بذات القدر .

فالاستثمار في تعزيز قدرة الفقراء على اللحاق بحقوقهم هو بلا شك فكرة ذكية وضرورية في ذات الوقت .

لقد تم تصميم رؤية غزواني حول الأسرة الموريتانية الفقيرة وعلى أربعة دعائم أساسية هي :

1- المساعدات المالية المباشرة ( برامج المعونات ، والقروض الصغيرة والمتوسطة )

2- المدرسة   ( بناء وترميم المدارس وتعميمها على الأحياء والقرى الهامشية )

– استحداث نظام الكفالة المدرسية.

3- تأمين النفاذ المجاني والرخيص للعلاج ( من خلال عدة برامج ، منها تأمين “كنام”  و”كناس” والتكفل العام بمرضى الكلى والأمراض المزمنة والعلاج في الخارج على حساب الدولة لمن لا يتوفر علاجهم داخل البلاد من غير المقتدرين .. الخ )

– اطلاق برامج التكفل بالنساء الحوامل ( التكلفة الحزافية )

4- دعم مصادر الغداء ( السدود ، ومزارع الخضروات وبرنامج الزراعة الشامل) .

هذا البرنامج الذي تم بفضله دمج ثلثي الشعب الموريتاني في دورة التنمية واستفادته بشكل مباشر من الثروة بعد أن ظلت حكرا على النخبة المالية ودولة بين النافذين .

هناك أكثر من مليونين ونصف مواطن استفادوا من سياسات غزواني بشكل مباشر وعلى المستويات القريبة والمتوسطة والبعيدة .

وهؤلاء يمكنهم اليوم أن يجيبوا على سؤال كهذا إجابة قد تكون مختلفة عن إجابة الذين آمنوا بسطحية الدولة وشكلانية البناء ، والعمل من اجل التكسب السياسي  .

ومع كل ذلك لم تتوقف السياسيات الرامية لتحسين حياة الناس ورعاية منافعهم ومصالحهم من كبار المستثمرين  وحتى الفقراء على حد سواء .

ويبقى الكثير مما يصلح لأن يكون حديثا منطقيا في جوانب أخرى ، نتركه لإخوتنا في المعارضة الوطنية (في حال قرروا الحديث)